
تتعدد اسباب الم اسفل الظهر التي تجعلك تشكو من استمرار هذا الألم لفترة طويلة، والتي يكون بعضها أسباب ناتجة عن ممارسات وعادات صحية خاطئة أو ناتجة عن وجود بعض الأمراض والتي نتعرف عليها جميعًا مع بعض المعلومات الطبية حول طرق العلاج والأدوية المستخدمة في علاج ألم أسفل الظهر تبعًا للحالة المرضية للفرد.
أعراض الإصابة بألم الظهر
تتفاوت حدة الإصابة بألم الظهر والأعراض المصاحبة له من حيث الشدة من شخص لآخر بين الألم الخفيف، المتوسط، الشديد، مع أعراض مثل الشعور بالوخز، الطعن، أو الشعور بالألم الحارق والذي قد يتواجد بمنطقة أسفل الظهر وينتشر بأماكن أخرى بالجسم مثل أحد الساقين أو كلاهما.
اسباب الم اسفل الظهر
توجد عدة أسباب يمكن اكتشافها عبر التشخيص الطبي والتي تؤثر بشكل أساسي على ظهور مشكلة الم اسفل الظهر، حيث تشمل أهم الأسباب:-
ضعف العضلات:
إن وجود إجهاد في منطقة العضلات والأربطة من بين الأسباب للإصابة بآلام أسفل الظهر ويحدث في الغالب نتيجة رفع الكثير من الأثقال بشكل متكرر أو التعرض لحركة مفاجئة مما ينتج عنه ضعف ووهن في العضلات المتواجدة بمنطقة العمود الفقري، كما أن الأفراد الذين يعانون من بعض المشاكل المتعلقة بضعف العضلات قد ينتج لديهم المزيد من التقلصات العضلية في منطقة العمود الفقري بالاسفل الأمر الذي يتسبب في ظهور الالم بهذه المنطقة.
هشاشة العظام:
تعرض العظام للهشاشة والضعف قد يؤدي إلى تكسر بعض العظام والفقرات في العمود الفقري وجعلها أكثر مسامية والتي تكون من مسببات الم اسفل الظهر.
التهاب المفاصل:
حيث أن إصابة الفرد بالتهابات المفصل العظمي تتسبب في ظهور المزيد من الألم بأسفل الظهر وقد يعمل التهاب المفاصل بمنطقة أسفل الظهر على تضييق المحيط المتواجد حول الحبل النخاع ويعد من بين الأمراض الشائعة والتي تسمى بمرض تضيق العمود الفقري.
تمزق الأقراص أو انتفاخها:
حيث توجد الأقراص بين الفقرات في العمود الفقري وتجعل الفقرات أكثر مرونة في العمل بشكل سليم أثناء حركة الجسم في الميل والانحناء، وقد تتعرض هذه الأقراص إلى الانتفاخ أو التمزق في بعض الأحيان مما يحدث خلل في حركة الفقرات، وفي الغالب هذه المشكلة لا تأتي مصاحبة للألم ولا يمكن التعرف عليها سوى من خلال التحاليل والفحوصات التي يتم إجراؤها على الفقرات
متي تزور الطبيب
بعد أن تعرفنا على اسباب الم اسفل العلى المختلفة، تحدد سويًا الحالات التي نستطيع من خلالها التوجه على الفور لزيارة الطبيب والحاجة للتدخل الطبي، عند التعرض لأي من هذه الحالات:-
- استمرار الشعور بالألم بشكل دائم لمدة تصل إلى أسبوعين.
- في حال تواجد الألم بشكل دائم بدون اختفاء حتى بعد أخذ قسط كاف من الراحة.
- الشعور ببعض الأعراض المصاحبة لالم الظهر مثل الوخز أو التنميل أو الشعور بالضعف في الساقين أو إحداهما.
- انتشار الألم بأماكن أخرى بالجسم مثل انتشاره في أحد الساقين أو الشعور بالألم بمنطقة اسفل الركبة.
- في حال ارتباط ظهور ألم أسفل الظهر مع وجود انخفاض وزن وكتلة الجسم عن الحد الطبيعي.
كما يمكن أن تزور الطبيب في بعض الحالات التي يظهر بها ألم أسفل الظهر ويشكل خطورة عند مصاحبته لهذه الحالات:-
- الشعور بالألم عند التعرض لحادث أو إصابة.
- مصاحبة الآلام الظهر لظهور حمى في الوقت ذاته.
- تواجد مشكلات أخرى بجانب الم أسفل الظهر مثل اضطراب حركة الأمعاء الداخلية أو التعرض لمشكلة في منطقة المثانة.
تشخيص ألم أسفل الظهر
عند التوجه إلى الطبيب سوف يقوم بتشخيص الحالة المرضية لديك ومدى تأثيرها على مناطق العظام المختلفة في الفقرات والساقين وإمكانية قياس مستوى الالم لديك على أحد المقاييس بمستوى بين 1 إلى 10، بجانب إمكانية طلب بعض الفحوصات والتي تمكن الطبيب من تحديد اسباب الم اسفل الظهر الرئيسية، وتشمل هذه الفحوصات:-
- الأشعة السينية: إجراء هذه الأشعة يساعدك في تحديد صورة الفقرات بمنطقة أسفل الظهر للكشف عن وجود كسور أو التهابات، ولكن هذه الأشعة لا تعد كافية بشكل منفرد وهذا لعدم قدرتها على كشف بعض الإصابات الأخرى لألم اسفل الظهر مثل مشاكل الحبل النخاعي والإقرار والعضلات والأعصاب.
- استخدام الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي في الفحص: حيث تساعد هذه النوعية من الفحوصات في الكشف عن بعض المشكلات مثل اكتشاف الإصابة بالأقراص المنفتقة وكشف مشاكل العظام، الاوتار، الانسجة، الأوعية الدموية، الاعصاب، الأربطة.
- الدراسات العصبية: تستخدم مقاييس التخطيطات الكهربية في الكشف عن النبضات الكهربية الصادرة من الأعصاب ومدى قدرة استجابة عضلات الجسم لها، حيث يكشف هذا الفحص حالات الضغط المعرض لها العمود الفقري نتيجة انفتاق القرص أو حدوث تضييق في القناة النخاعي.
- اختبارات الدم: من الممكن أن تكشف بعض اختبارات الدم وجود إصابة ببعض الأمراض والالتهابات التي قد تكون سببًا في احساسك بألم أسفل الظهر.
علاج ألم أسفل الظهر فوق المؤخرة
نجد أن تحسن الجسم والظهر لدى الأفراد الصغار أقل من 60 عام يكون بشكل أسرع وهذا للشفاء بمرور شهر واحد من المداومة على العلاج المنزلى، مع إمكانية أخذ فترة أطول من شهر في العلاج في بعض الحالات نتيجة وجود إصابة بألم شديد.
حيث تتمثل أولى خطوات العلاج في الحالات البسيطة إلى القيام بعمل بعض الكمادات الدافئة لتقليل الم اسفل الظهر وتناول بعض المسكنات، كما لا ينصح بالنوم لفترات طويلة في الفراش.
ويجب أن تستمر لوقت كاف في ممارسة الأنشطة الرياضية اليومية الخفيفة من أجل دعم العظام والفقرات التحسن بشكل سريع مع تجنب الأنشطة التي تعمل على زيادة مستوى الالم لديك، مع مراقبة مدى قوة العلاجات المنزلية في علاج ألم أسفل الظهر والتي أن دامت لفترة تزيد عن أسبوعين دون تحسن قد يحتاج الطبيب إلى إضافة بعض الأدوية والمنتجات العلاجية.
الأدوية المستخدمة في علاج اسفل الظهر
تختلف طريقة وصف الأدوية الطبية باختلاف اسباب الم اسفل الظهر باختلاف مستوى شدتها، ولكن أغلبها تكون تحت هذه الفئات من الأدوية والتي يمكن الدمج بين أكثر من نوع من قبل الطبيب أثناء فترة العلاج، حيث تشمل هذه الأدوية:-
مسكنات الألم:
يصف الطبيب في بعض الأحيان مسكنات الألم والمتمثلة في مضادات الالتهابات غير الستيرويدية وتشمل الإيبوبروفين مثل motrin IB، advil أو أدوية نابروكسين الصوديوم aleve، حيث يتم وصف الأدوية فقط من قبل الطبيب وهذا لأن استخدامها بشكل خاطئ دون استشارة الطبيب قد يؤدي لحدوث آثار جانبية شديدة.
مرخيات العضلات:
في بعض الحالات قد لا يزول الالم سريعًا عند تناول مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية فقد يصف الطبيب لك بعض أدوية مرخيات العضلات في الالم الخفيف إلى المتوسط، حيث توصف هذه الأدوية للتمكن من تقليل مستوى الالم والذي لا يزول جيدًا عند استخدام المسكنات، ولكن يترتب على تناول مرخيات العضلات حدوث نوع من الدوخة والإحساس بالنعاس.
المسكنات الموضعية:
تشمل المسكنات الموضعية كل من الكريمات، المراهم، الملطفات، والملصقات الجلدية والتي تستخدم على أماكن الألم الخارجية بهدف تقليل الإحساس بالألم.
المواد المخدرة:
تتضمن هذه الأدوية العقاقير افيونية المفعول مثل الهيدروكودون، والاوكسيكودون، والتي يتم وصفها في بعض الحالات وتكون في فترات العلاج القصير تحت إشراف طبي بمعايير شديدة على الاستخدام.
مضادات الاكتئاب:
توجد بعض الأدوية الخاصة بمضادات الاكتئاب والتى تمتلك فاعلية قوية في علاج وتخفيف الم الظهر المزمن وتشمل هذه الأدوية الدولوكسيتين cymbalta وأدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات والتي تشمل الاميتربتلين.
العلاجات الطبيعية
اسباب الم اسفل الظهر قد تستطيع مواجهتها وهذا من خلال الاستعانة باختصاصي العلاج الطبيعي في استعادة مرونة الجسم والفقرات الخاصة بالعمود الفقري وهذا عبر المداومة على مجموعة من التمارين العلاجية لتقوية العظام والفقرات بالظهر والبطن، وتساهم هذه التمارين في تقليل الالم وتجنب تكرار الإصابة به.
الإجراءات العلاجية والجراحية لعلاج مشكلة الم أسفل الظهر
توجد بعض العلاجات الطبيعية الأخرى والتي يستخدمها الطبيب لعلاج مشكلة الم اسفل الظهر وتتضمن:
- حقن الكورتيزون: يستخدم الطبيب حقن الكورتيزون من أجل تخفيف الألم والذي لا يتحسن مع الطرق التقليدية للعلاج خصوصًا مع الألم الذي ينتشر إلى الساقين.
- ويتم استخدام حقن الكورتيزون بجانب أدوية مخدرة في الأماكن المتركزة حول جذور الأعصاب والحبل النخاعي، ويدوم مفعول تسكين الالم بهذه الحقن لمدة تتراوح بين شهر إلى شهرين فقط.
- الاستئصال: يتم استخدام الترددات الراديوية عبر التدخل الجراحي على إدخال إحدى الإبر الدقيقة وهذا في أماكن الإصابة بالألم عبر الجلد ومحاولة تمرير هذه الموجات الراديوية لمحاولة إتلاف الاعصاب المسببة للألم وهذا بهدف منع إرسال إشارات إلى الدماغ بوجود الألم.
- المحفزات العصبية المزروعة: وفي هذه الطريقة يقوم الطبيب بتوصيل بعض المحفزات العصبية والأجهزة باسفل الجلد من أجل منع إرسال إشارات الألم للدماغ.
- الجراحة: في بعض الأحيان يقوم الطبيب ببعض العمليات الجراحية والتي تساهم في توفير مساحة داخل العمود الفقري وهذا لمن يعانون من ضعف العضلات والذين يشكون من ألم أسفل الظهر المنتشر ويشمل الساقين، ويهدف بشكل أكبر لحل مشكلة تضييق فتحات العمود الفقري والناتجة عن الأقراص المفتقة.
طرق الوقاية
تعد طرق العناية السليمة بالجسم وتجنب العادات الخاطئة من الأمور المهمة لتجنب أسباب ألم أسفل الظهر التي تحدث في الغالب لدي العديد من الأفراد وتختلف في حدتها، وتشمل طرق الوقاية:-
- القيام بممارسة بعض الأنشطة الرياضية الخفيفة والتي تعمل على تقوية عضلات الظهر والفقرات مثل الأنشطة الهوائية وغيرها من التمارين التي تحسن من قوة ومتانة العمود الفقري بجانب إمكانية ممارسة رياضة السباحة، ركوب الدراجات، المشي.
- الحرص على ثبات الجسم بوزن صحي ومناسب لمؤشر كتلة الجسم الطبيعي، حيث أن زيادة الوزن تؤثر بشكل سلبي على مدى قوة الفقرات.
- دعم الظهر من خلال تمارين رياضية مخصصة لدعم منطقة وسط الجسم والعمود الفقري والتي تستهدف عند أدائها منطقة الظهر والبطن.
- الابتعاد عن التدخين والذي يزيد من فرص الإصابة بألم أسفل الظهر والذي يتعلق بشكل ملحوظ بمقدار السجائر التي تتناولها خلال اليوم.
الابتعاد عن بعض العادات الخاطئة التي قد تؤثر على عمل مفاصل العمود الفقري ويتم هذا من خلال:-
- الوقوف بشكل مستقيم مع تجنب الانحناء للأمام عند المشي والترهل وجعل الظهر مستقيم عند الوقوف والجلوس، مع الحرص على اعتدال منطقة قاع الحوض أثناء الجلوس.
- في حالات الوقوف لفترات طويلة يجب أن تقوم بإزالة إحدى القدمين على الأخرى لتقليل الاحمال الخاصة بالظهر والقيام بالتبديل بين كلا القدمين.
- ينصح بالجلوس على مقاعد ذات مساند خلفية مريحة مع مسند الذراع بشكل جانبي حتى تحافظ على توازن الظهر عند الجلوس لوقت طويل.
- إمكانية الاستعانة بأحد الأقمشة الملفوفة ووضعها باسفل الظهر للحفاظ على وضعية الظهر كما يتوجب تغيير وضعية الجلوس بين الحين والآخر وهذا بمعدل تغيير الوضعية بعد مرور نصف ساعة.
- لابد من الابتعاد عن رفع الأوزان الثقيلة على الجسم قدر الإمكان ومحاولة القيام بحمل الأثقال بطريقة صحيحة لتجنب زيادة الأحمال على منطقة الظهر.
- وهذا من خلال جعل الظهر يبدو مستقيمًا والقيام بثني الركبتين قليلًا مع القيام بإمساك الأثقال والتي يفضل الاستعانة بشخص آخر لتتمكن من رفعها.