الاكتئاب| أعراضه وأسرار علاجه

![]() |
يعد الاكتئاب من بين الأمراض النفسية التي تصيب الجسم والنفس ببعض الأنواع من الاضطراب في التفكير والتصرف ويتم تسميته باسم الاضطراب الاكتئابي الحاد، أو الاكتئاب السريري، كما يصيب هذا المرض مختلف الفئات العمرية على حد سواء وينتشر بشكل أكبر لدى النساء، وحتى نتعرف على هذا المرض وطرق علاجه المتاحة يمكنك قراءة جميع المعلومات التالية حول الاكتئاب.
أسباب الاكتئاب
حتى الآن لم يتم تحديد السبب الرئيسي والذي قد يؤدي للإصابة بالاكتئاب، ولكن هناك بعض الأسباب التي يشير إليها الطب النفسي كعوامل قد تؤثر في إصابة الاشخاص بهذا المرض ومن بينها:
عوامل بيوكيميائية
لقد أثبتت الدراسات الحديثة تواجد مجموعة من التغيرات البيوكيميائية والفيزياء في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، وبالرغم من هذه الدراسة لم يتم التأكد من مدى أهميتها، ولكن قد تساعدنا بعض الشئ في التعرف على أسباب مرض الاكتئاب.
حيث أن الناقلات العصبية بداخل الدماغ ترتبط ارتباطا وثيقا بتقلب المزاج ويؤدي اضطرابها إلى وجود أحد أنواع الخلل الهرموني داخل الجسم، والذي يجعل الفرد أكثر عرضة للاكتئاب.
عوامل وراثية
حيث يتم ملاحظة أن نسبة كبيرة من المرضى الذين تمت إصابتهم بالاكتئاب تواجد أحد أفراد العائلة تعرض لهذا المرض بشكل مسبق، مما يؤكد على تواجد بعض الأسباب البيوكيميائية التي تنتقل عبر الجينات الوراثية والتي يحاول الباحثين اكتشافها.
عوامل بيئية
أوضاع الحياة البيئة قد تعرض الفرد لظهور الاكتئاب بدرجة محددة، والتي قد يتعرض لها الفرد ويصعب التعامل والتعليم معها مثل: وفاة أحد الأشخاص المقربين، التعرض لبعض الأزمات المالية الشديدة، التوتر الشديد.
أسباب أخرى للاكتئاب
توجد بعض الأسباب الأخرى والمساهمة في تعرض الفرد للاكتئاب، وتزيد من فرص الإصابة به أو تفاقم حدتها ومن أبرز هذه الأسباب:
- وجود بعض حالات الانتحار داخل العائلة.
- وجود مزاج اكتئابي في أوقات الصباح الباكر.
- الاستمرار في تناول بعض الأدوية لفترات طويلة، مثل بعض الأدوية التي يتم استخدامها لعلاج ارتفاع ضغط الدم، تناول الحبوب المنومة.
- كما تعرض بعض حبوب منع الحمل التعرض للاكتئاب لدى بعض النساء.
- إصابة الفرد بأحد الأمراض المزمنة والشديدة مثل الايدز، السرطان، الزهايمر، أمراض القلب.
أعراض الاكتئاب
تظهر على المريض بعض الأعراض التي تختلف حدتها تبعًا لشدة الحالة المرضية، ويمكن في حال ظهور أي من الأعراض التالية التوجه للطبيب النفسي وتشخيص الحالة، للتمكن من تلقي العلاج سريعًا، حيث تشمل أعراض الاكتئاب:
- العصبية الزائدة والشعور الدائم بالكآبة وفقدان الأمل.
- حدوث اضطراب في النوم.
- عدم تواجد رغبة في قيام الفرد أنشطته اليومية المعتادة.
- الإصابة ببعض نوبات البكاء المتكررة بدون أسباب حقيقية لذلك.
- تواجد بعض المشاكل الجسدية مثل الآلام الرأس وفقرات الظهر.
- عدم القدرة على اتخاذ القرار بشكل سليم مع تواجد صعوبة في التركيز.
- الإصابة ببعض الأفكار الانتحارية مع الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
- فقدان أو زيادة الوزن بشكل زائد بدون قصد.
- الحساسية الزائدة مع تجليد الذات والإحساس بعدم القيمة.
- انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة.
مضاعفات الاكتئاب
إن الاكتئاب يعد من بين الأمراض الشديدة والتي تستغرق وقتا في العلاج وتتطلب التدخل السريع لمحاولة علاجها بطرق العلاج النفسي، كما أن الإهمال في علاج الاكتئاب قد يؤدي إلى تدهور صحة المريض وتحوله لشخص يعتمد على الآخرين وعجزه، وقد يصل الأمر إلي الوصول إلى الانتحار والتعرض لعدة مشاكل سلوكية، عاطفية، صحية، اقتصادية، قضائية، ومن بين المشكلات الناتجة عن تفاقم حدة هذا المرض:
- ادمان الكحول.
- الانتحار.
- الإصابة بأمراض القلب وأمراض أخري.
- صعوبة في استمرار الحياة الزوجية.
- العزلة الاجتماعية.
- إدمان المواد المخدرة.
- القلق.
- وجود مشكلات بين أفراد العائلة.
- بعض المشاكل في الدراسة أو العمل.
تشخيص الاكتئاب
يتم تشخيص مرض الاكتئاب في البداية عبر بعض الأسئلة التي يتم طرحها من قبل الطبيب حول مزاج وأفكار المريض خلال الزيارات داخل العيادة كما يمنح بعض الأطباء استمارة للمريض تتضمن مجموعة مختلفة من الأسئلة والتي يجب أن يقوم المريض بملئها للكشف عن تواجد اي اعراض الاصابة بهذا المرض ومدى حدته.
في حالة وجود شك بإصابة المريض بالاكتئاب يقوم الطبيب بعرض سلسلة من الفحوصات النفسية والطبية، حيث تساعد هذه الفحوصات الطبيب في التعرف على إمكانية وجود أي من المشكلات والأمراض الجانبية والتي قد تساهم في زيادة حدة المرض لمعالجتها والمساعدة في اتخاذ علاج فعال للاكتئاب.
وتشمل الفحوصات المختلفة لتشخيص الاكتئاب كل من الآتي:
1. الفحوصات المخبرية.
2. الفحص الجسدي.
3. التقييم النفسي.
معايير تشخيص الاكتئاب
إن الطبيب أو المعالج النفسي يساعدك في تشخيص حالة المرض لديك والتأكد من أنها اكتئاب حاد أو أحدي الأمراض المشابهة لها في بعض الأعراض، حيث توجد بعض الأمراض المشابهة والمتضمنة:-
اضطراب الأحكام:
حيث ينجم هذا الاضطراب عن وجود رد فعل حاد وشديد علي بعض الأحداث المؤلمة في حياة الفرد، وينشأ هذا المرض النفسي الناتج عن التوتر وله تأثير سلبي على كل من أفكار، سلوك، عواطف الفرد.
الاضطراب ثنائي القطب:
كان يذكر هذا المرض بشكل مسبق تحت مسمى مرض الذهان الهوسي الاكتئابي، حيث يشير هذا الاضطراب إلي وجود مزاج متقلب للفرد من النقيض إلى النقيض الآخر.
اكتئاب ما بعد الولادة:
يشتهر هذا النوع من الاكتئاب لدى النساء بعد الولادة ويظهر بعد شهر واحد لدى بعض النساء.
اضطراب المزاج الدوري:
ويأتي هذا النوع من أنواع اضطراب الأحكام.
الاكتئاب الذهاني:
من بين أنواع الاكتئاب الصعبة والذي يصعب تحديد أعراض ذهنية قد ترافقه مثل الهلوسة.
اكتئاب الشتاء:
يصيب بعض الافراد بشكل فصلي ويرتبط مع تغيير فصول العام، ومن أسبابه عدم تعرض الفرد لأشعة الشمس الكافية.
علاج الاكتئاب
يتم تقديم بعض العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي أو التنشيط السلوكي.
كما يمكن العلاج باستخدام العلاج النفسي التفاعلي.
قد يتم وصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب في بعض الحالات المثبطات الانتقائية والخاصة بإعادة التقاط نقاط السيروتونين SSRIs.
كما يتم وصف بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات TCAs، وتتواجد عدة أدوية مختلفة لمعالجة الاضطراب الناتج ثنائي القطب.
حيث يتم وصف العلاج المناسب من قبل المشرفين والمهنيين المختصين في منح العلاج المناسب تبعًا لكل من الحالات الفردية المختلفة.
وهذا لما يترتب على الأدوية المضادة للاكتئاب من آثار سلبية ناتجة عن تناوله، والذي لا يجب اتخاذه كخطوة أولى في علاج مرضى الاكتئاب.
ويمنع تناول مضادات وأدوية الاكتئاب لكل من الأطفال والمراهقين وينصح بالبدء معهم بإحدى طرق العلاج النفسي والسلوكي المناسب لهم.
مراحل علاج الاكتئاب
يمر علاج الاكتئاب بعدة مراحل مختلفة تتمثل في البدايه باقتراح العلاجات النفسية والتي يمكن أن ترتبط ببعض الأدوية والتي يتدرج الطبيب في استخدامها، وتشمل مراحل العلاج التفصيلي هذه الأنواع الثلاثة:-
العلاج بالأدوية:
يتواجد العديد من أنواع الأدوية المخصصة لعلاج مرض الاكتئاب وقد يتم وصفها من قبل الطبيب بجانب استخدام العلاجات النفسية لتسريع عملية العلاج وتخفيف أعراض المرض كما تتضمن مراحل العلاج بالأدوية ثلاث مراحل أساسية ومن بينها الاختبار النموذجي الأول والذي يكون من خلال وصف بعض الأدوية المعروفة لعلاج مرض الاكتئاب.
والتي تعرف باسم مثبطات إعادة امتصاص عنصر السيروتونين، بينما المرحلة الثانية وهي الاختيار النموذجي الثاني يتم من خلاله وصف بعض الأدوية من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والإختيار النموذجي الثالث والأخير هو وصف أدوية مثبطات اكسيداز أحادي الأمين.
مختلف أدوية الاكتئاب تمتلك آثار سلبية عند استخدامها ولكن تتفاوت حدة هذه الآثار تبعًا لاختلاف الأفراد حيث تظهر بعض الآثار الشديدة أو المتوسطة كما قد لا تكون ملحوظة لدى البعض الآخر طوال فترة العلاج، ويمكن أن تختفي تلك الأعراض الظاهرة بعد بضع أسابيع قليلة من تلقي العلاج.
العلاج النفسي:
يشمل العلاج النفسي عدة طرق مختلفه تبدء عبر العلاج المباشر المحادثة أو الاستشارة، بجانب استخدام العلاج النفسي الاجتماعي، كما تتعدد سبل العلاج النفسي فهو اسم شامل لطرق العلاج المتاحة لدى الطبيب أو المختص النفسي.
التخليج الكهربائي:
يمكن إتمام التخليج من خلال تمرير تيار كهربائي من خلال الدماغ ويستخدم هذا الأمر لإحداث فيضان في المشاعر.
الشفاء من الاكتئاب
من الممكن أن تصل حدة مرض الاكتئاب إلى القيام بإدخال المريض إلى المستشفى للتمكن من معالجته داخل قسم الأمراض النفسية، كما يعد أمر تحديد علاج المريض المناسب أمر صعب نسبيًا حيث نجد بعض الحالات يتم علاجها خارج المستشفى باستخدام العلاج الملائم حال توفره.
كما لا يقوم الطبيب بوصف إمكانية العلاج داخل المستشفى سوي في بعض الحالات الشديدة والتي يكون فيها المريض غير قادر على العناية بنفسه أو تواجد بعض المخاوف من وجود ضرر وأذى للمريض والأفراد من حوله.
التعامل مع مرضى الاكتئاب
مختلف العاملين بمجال الصحة يقوموا بالتعامل مع هذا المرض كواحد من بين الأمراض المزمنة والذي قد يستغرق فترات طويلة من العلاج مثله مثل الأمراض المزمنة الأخرى لضغط القلب والسكري، ونجد بعض مرضى الاكتئاب يتم شفائهم سريعًا من هذا المرض واختفاء أعراضه مرة واحدة.
بينما نجد العديد من المرضى الآخرين للاكتئاب يتم تكرار أعراض هذا المرض لديهم مدى الحياة، لكن العلاج الصحيح والسليم قد يساهم بشكل جيد في تقليل ظهور هذه الأعراض مهما كانت حدتها، ونبدأ نتائج التحسن بعد العلاج الجيد بعد بعض الأسابيع من الاستمرار في تلقي العلاج حتى يتمكنوا من الاستمرار في حياتهم الطبيعية والاستمتاع بها.
الخيار الأفضل للعلاج وهو اختيار طبيب ومعالج نفسي مؤهل مثل طبيب نفسي، عامل اجتماعي، اختصاصي نفسي، وهذا عبر التعاون بين كل من المختص النفسي والمريض في تحديد نوعية العلاج المناسبة للمريض وتشخيص حالة ونوعية الاكتئاب لديه.
الوقاية من الاكتئاب
لا توجد طريقة فعالة للوقاية من الإصابة بالاكتئاب، ولكن هناك بعض الأمور التي قد تحسن من الحالة النفسية للأفراد وتعمل بشكل جيد في الوقاية نوعًا ما وتشمل:
● وجود دعم من قبل الأفراد المقربين كالاصدقاء وأفراد العائلة في أوقات الأزمات أو العلاج، يساعد الفرد علي التحسن السريع وتخطي المضاعفات المحتملة.
● اتخاذ بعض الطرق والتدابير السليمة للحد من التوتر ومحاولة تقدير الذات ورفع مستوى البهجة.
● استخدام العلاج المبكر في حال اكتشاف المرض، خيار جيد لتجنب زيادة حدة المرض إلى حد يصعب فيه التعامل والعلاج.
● العلاجات الطويلة الوقائية تساعدك في منع تكرار ظهور أعراض الاكتئاب مرة أخرى بعد التعافي.
العلاجات البديلة للاكتئاب
يتجه بعض الأفراد إلى استخدام مجموعة من العلاجات البديلة للتخلص من الاكتئاب، حيث يجب أن تستشير الطبيب قبل أن تفكر في تطبيق اي من هذه العلاجات ومعرفة مدى إمكانية تطبيقها أو تواجد تعارض بين العلاج النفسي والعلاجات البديلة ومن بين العلاجات البديلة:
- الوخز بالإبر الصينية.
- ممارسة رياضة اليوغا أو التأمل.
- أحماض أوميغا 3.
- عشبة عصبة القلب أو العرن المثقوب.
- العلاج من خلال التدليك.
وأخيرا ينبغي أن ننصح أي شخص بالتفرقة بين الاكتئاب كمرض نفسي وحالات الحزن وتغير المزاج النفسي التي قد نتعرض لها بسبب ضغوط الحياة لذلك من الضروري إذا لاحظت ظهور أعراض المرض عليك أن تستشير طبيبا قبل الشروع في أي خطوات للعلاج ولا تلجأ أبدا إلأى تناول أي أدوية بقرار منك دون استشارة طبيب مختص لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل كثيرة